وفقًا لبعض الإحصائيات الطبية فإن 80٪ من السيدات يصبن بالأورام الليفية الرحمية قبل سن 55 عامًا، ورُغم أنها لا تسبب لنسبة كبيرة من المُصابات معاناة أي أعراض، إلا أنها تسبب لأخريات آلامًا في البطن والحوض ونزيفًا حادًا مع كثرة التبول والأنيميا.
ويوصي أطباء النساء والتوليد باستئصال الأورام الليفية في حال مُصاحبتها بأعراض مؤرقة وعدم جدوى العلاجات الدوائية نفعًا في التخلص منها. وكعادة العمليات الجراحية تحمل معها احتمالية حدوث بعض المضاعفات، ولذلك نحدثكم اليوم عن انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي الذي يُعد أحد أشهر الآثار الجانبية للعملية، فتابعوا القراءة للنهاية.
هل انتفاخ البطن من علامات الإصابة بالورم الليفي؟
قبل أن نتطرق إلى الحديث عن انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي وكيفية التخلص منه، نحيطكم علمًا بأن الأورام الليفية هي أورام عضلية حميدة -غير سرطانية- تنشأ في جدار الرحم في صورة فردية أو مجموعات في أماكن مختلفة.
وقد يتسبب نمو الورم الليفي في الرحم زيادة الوزن والشعور بانتفاخ البطن وكبر حجمها إلى الحد الذي تبدو فيه المُصابة وكأنها حامل، ويرجع ذلك إلى تفاوت الأورام الليفية في حجمها ما بين حبة البازلاء إلى حجم ثمرة البطيخ، لذا قد يؤدي زيادة حجم الورم الليفي إلى كبر البطن لا سيما الجزء السفلي منه.
اقرأ ايضًا: هل يؤثر حجم الورم الليفي في نوعية العلاج؟
ما سبب انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي؟
انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي عرض شائع جدًا بعد التدخلات الجراحية كجراحة استئصال الأورام الليفية وغيرها من العمليات الأخرى، وقد ويكون المتسبب في ذلك ما يلي:
الوذمة اللمفاوية
تورم واحتباس السوائل في الأنسجة من الآثار الجانبية المُحتملة بعد العمليات الجراحية أو الاستئصال الجراحي، وهو ما يعرف بـ”الوذمة اللمفاوية”، وهي خطوة مهمة وضرورية للتعافي والشفاء، إذ تحتوي المناطق المتورمة على خلايا الدم البيضاء والبروتينات اللازمة لالتئام الأنسجة مكان الجراحة.
تباطأ وظائف الجهاز الهضمي
قد يكون تباطأ وظائف الجهاز الهضمي أحد الآثار الجانبية للتخدير وتناول مسكنات الألم والمضادات الحيوية والأدوية الأخرى، وبالطبع قد يؤدي الإمساك المزمن إلى انتفاخ البطن.
تلقي السوائل الوريدية
تتلقى المريضة السوائل عن طريق الوريد لتجديد سوائل الجسم، وموازنة مستوى الصوديوم، وبينما يقوم الجسم بذلك قد يحدث انتفاخ البطن مؤقتًا.
عدم القدرة على التحرك بالشكل المعتاد
تقل قدرة المريضة على التحرك بالمعدل المعتاد بعد العملية، ما قد يؤدي إلي احتباس السوائل في الجسم وانتفاخ البطن والتورم.
قد يهمك: أعراض الورم الليفي خارج الرحم و طرق علاجه
متى يختفي انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي؟
يختفي انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي في غضون عدة أسابيع وقد تطول إلى شهر أو أكثر، ويعتمد ذلك علي عدد الأورام الليفية وحجمها وقدرة الجسم على التعافي من الجراحة.
وتحمل السطور التالية عدة نصائح تساعد على التخلص من انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي.
كيفية التخلص من انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي
اختفاء انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي يحدث تدريجيًا، وبإمكانك القيام ببعض التمارين للتخلص من انتفاخ البطن والحصول على بطن مسطحة، ولكن امنحي جسمك وقت كافٍ للاستشفاء.
وقد تساعدك التعليمات التالية على التخلص من انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي:
المشي
يُعد المشي من أفضل وأسهل التمارين التي يمكنك القيام بها بعد عملية استئصال الورم الليفي، لتعزيز الدورة الدموية والحد من التورم، ويمكنك البدء بالمشي بمجرد الشعور بالتحسن بعد العملية.
تناول نظام غذائي صحي
يمكنك تناول نظامك الغذائي المعتاد بعد استئصال الورم الليفي، ولكن في حالة الشعور بالانتفاخ يُفضل تناول الأطعمة الخفيفة التي يسهل هضمها، منها الدجاج والأسماك والأرز.
ومن الجدير بالذكر أن شرب كمية وفيرة من الماء يوميًا وإضافة الخضروات والفواكه إلى النظام الغذائي بعد عملية استئصال الورم الليفي يساعد على الشفاء.
وينبغي تجنب الأطعمة الحارة والمقلية والأطعمة الدهنية أو المصنعة لأنها قد تسبب تهيج المعدة وتأخر التمائل للشفاء.
الحصول على قسط كافي من النوم
قد يتسبب قلة النوم في زيادة الوزن وزيادة الدهون في محيط البطن، و يُمكن تجنب ذلك بالحصول على عدد ساعات نوم كافية كل ليلة والتي ينبغي ألا تقل عن 7-8 ساعات.
اقرأ عن: الأورام الليفية الرحمية… ما طبيعتها؟ وهل تعود بعد الاستئصال؟
ما هي مخاطر عملية استئصال الورم الليفي؟
تتسم عمليات استئصال الورم الليفي بانخفاض احتمالية حدوث مُضاعفات خطيرة بعد إجرائها، فهي عمليات آمنة ونادرًا ما ينتج عنها مُضاعفات مُهددة للحياة.
ولكن ينبغي أن تكوني على دراية بالمخاطر الشائعة التي قد تحدث في أثناء إجراء عملية استئصال الورم الليفي أو بعدها، ومنها:
- النزيف في أثناء الجراحة، تتمتع الأورام الليفية بإمدادات دموية كبيرة وقد يتسبب إزالتها في حدوث نزيف شديد قد يتطلب الحاجة إلى نقل الدم.
- إصابة الأعضاء المحيطة، قد تحدث إصابات في الأمعاء أو المثانة أو الأوعية الدموية المحيطة في أثناء الجراحة.
- العدوى، وتعالج من خلال تناول المضادات الحيوية.
- جلطات الدم، وتوجد احتمالية بسيطة لتكون جلطات دموية بعد الجراحة، ولذلك تبقى المريضة تحت الملاحظة الدورية في أثناء فترة إقامتها في المستشفى.
- تكرار الإصابة بالأورام الليفية، فقد تنمو الأورام الليفية مرة أخرى حتى بعض الاستئصال.
قد يهمك ايضًا: ما هي مخاطر عملية استئصال الورم الليفي، وما هي دواعي إجرائها؟
إجابات بعض الأسئلة الشائعة حول الأورام الليفية
بعد أن استكملنا حديثنا عن انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الورم الليفي ومضاعفات العملية عامةً، نجيب عن مجموعة من الأسئلة الشائعة عن ماهية الأورام الليفية، ومنها:
هل الورم الليفي يختفي؟
يرتبط نمو الورم الليفي وتطوره بمستوى هرمون الأستروجين والبروجستيرون في الجسم، فيتسبب ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين إلى زيادة حجم الورم الليفي والعكس صحيح.
وبناءًا على ذلك يتقلص حجم الورم الليفي مع انخفاض مستوى هرمون الأستروجين بعد سن انقطاع الطمث أو عند تناول الأدوية الهرموني التي توقف إنتاج الأستروجين والبروجستيرون بصورة مؤقتة للحد من حجم الورم الليفي.
هل يتحول الورم الليفي في الرحم إلى سرطان؟
الورم الليفي في الرحم هو ورم حميد لا يتحول إلى سرطان، ولكن ينصح الأطباء بإزالته إذا كان كبير الحجم أو يسبب الأعراض التالية:
- نزيف شديد في أوقات الدورة الشهرية وبين أوقاتها.
- ألم في أثناء العلاقة الزوجية.
- ألم في البطن والظهر.
- الشعور بثقل في الحوض والبطن.
- كثرة التبول بسبب ضغط الورم على المثانة.
- زيادة الوزن.
- انتفاخ البطن ومشكلات في الجهاز الهضمي.
- مشكلات الخصوبة.
ما الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم؟
الورم الليفي هو ورم حميد ينشأ في الجدار العضلي للرحم وبطانته ولا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، أما الورم السرطاني فعادةً ما ينتشر إلى الأعضاء المُحيطة بالرحم.
وتتشابه أعراض الورم الليفي والسرطاني إلى حد كبير، ويكون المميز بينهما من ناحية الأعراض هو أن الورم السرطاني يسبب نزيف مهبلي شديد غير مرتبط بأوقات الدورة الشهرية وقد يحدث بعد سن اليأس، أما النزيف الذي يسببه الورم الليفي يكون مرتبطًا بالدورة الشهرية.
ويحدد الطبيب الوسيلة العلاجية المناسبة للورم السرطاني في الرحم سواءًا كان علاج جراحي أو إشعاعي أو كيماوي والعلاج الهرموني، اعتمادًا على مرحلة المرض ومدى انتشاره والحالة الصحية للمريضة.
وفيما يخص الورم الليفي يكتفي الطبيب بالفحص الدوري للزوجة إذا كان الورم لا يسبب لها أي أعراض، ويقرر استئصال الورم الليفي أو استئصال الرحم إذا تسبب الورم الليفي في معاناة أعراض تؤثر في قدرتها على مباشرة حياتها الطبيعية.
للحجز و الاستعلام مع الدكتور خالد عبد المللك
اقرأ ايضًا: