بعد الخضوع إلى عملية الحقن المجهري وإعادة زراعة الأجنة داخل الرحم، تظل الزوجة في حالة من الترقب الشديد، منتظرة ظهور عرض جديد أو علامات نجاح الحقن المجهري،
قبل الخضوع للتحليل الذي يستوجب الانتظار قرابة أسبوعين حتى موعد إجراءه، فهل هناك علامات فعلية قد تدل على حدوث الحمل قبل إجراء تلك الاختبارات؟
المقال التالي مخصص لكل زوجة أقبلت على عملية الحقن المجهري وأصابها التيه بسبب كثرة الأعراض المذكورة على صفحات منصات التواصل الاجتماعي التي تندرج تحت مُسمى “علامات نجاح الحقن المجهري قبل التحليل”.
يكمن هدفنا اليوم في توضيح الفرق بين علامات نجاح الحقن الحقيقية وتلك المزيفة، لذا تابعي مطالعة السطور التالية للتعرف على المزيد من التفاصيل.
فترة استرجاع الأجنة بعد الحقن المجهري وانتظار حدوث الحمل
بعد تخصيب البويضات بالحيوانات المنوية وإرجاع الأجنة إلى الرحم، تنتظر الزوجة قرابة أسبوعين حتى موعد إجراء اختبارات الحمل عبر تحليل الدم أو البول.
وتعيش الزوجة فترة ما بعد عملية الحقن المجهري في حالة من الترقب والخوف تجاه الأعراض المختلفة التي تطرأ عليها، في انتظار أي علامة تشير إلى حدوث الحمل للشعور بالاطمئنان قبل إجراء التحليلات اللازمة.
وقد تظهر على الزوجة الخاضعة لعملية الحقن المجهري أعراضًا متعددة بالفعل، إلا أن معظم تلك العلامات لا يُعَد دليلًا على نجاح الحقن وحدوث الحمل، بل يمثل أغلبها أعراضًا طبيعية بعد عملية إرجاع الأجنة المخصبة إلى الرحم.
أعراض ما بعد عملية الحقن المجهري واسترجاع الأجنة
تتعرض معظم السيدات الخاضعات إلى عملية الحقن المجهري واسترجاع الأجنة إلى عدة أعراض، أشهرها:
- آلام أسفل الظهر.
- تقلصات الرحم.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- نزول إفرازات شفافة بسيطة من الرحم تخرج عبر المهبل.
تلك هي أبرز الأعراض التي غالبًا ما تشعر بها الخاضعات للعملية في حالتي النجاح والفشل، لذا لا يمكن الاستدلال من خلالها على حدوث الحمل من عدمه، وهي أعراض تمضي وتزول في غضون أيام قليلة.
أسباب البحث عن علامات نجاح الحقن المجهري قبل التحليل
تُعد الحالة النفسية التي تعيشها الزوجة خلال تلك الفترة من شعور بالخوف والرغبة الشديدة في تحقيق حلم الأمومة السبب الرئيسي الذي يدفعها إلى البحث عن علامات نجاح عملية الحقن المجهري ومن ثَم التعلق بأمل نجاح الحقن المجهري من اول مرة قبل التحليل.
هل هناك وسيلة لطمأنة الزوجة حتى موعد اختبارات الحمل؟
قد تكون فترة الانتظار بعد عملية الحقن المجهري من أسوء الفترات التي تمر بها الزوجة، وقد تكون أشد قسوة مقارنة بفترة إجراء الحقن وما يُصاحبها من آلام في أثناء تنشيط المبيض وسحب البويضات، ويعود السبب في ذلك إلى:
الخوف من فشل التقنية المحتمل.
استمرار التقلبات المزاجية الحادة التي تمر بها بفعل تناول الأدوية الهرمونية التي تَزيد من نسب هرمون “بروجيسترون” في الجسم.
لذلك فإن فترة الأسبوعين التي قد تمر على البعض كمر الرياح تمثل لتلك الزوجات دهرًا كاملًا من الانتظار.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع يمكننا التأكد من خلاله على حدوث الحمل سوى التحاليل الطبية، إلا أن هناك بعض العلامات التي يمكن أن نستبشر بها خيرًا.
اقرا عن افضل دكتور حقن مجهري في مصر
أعراض و علامات نجاح الحقن المجهري قبل التحليل
من العلامات التي تُبشر بنجاح عملية الحقن المجهري وحدوث الحمل قبل إجراء التحاليل الطبية ما يلي:
- النزيف الدموي البسيط “التبقيع”
بينما يمثل النزيف نذير شؤم يوحي للكثيرات بالإجهاض وفشل عملية الحقن المجهري، يشير الأطباء إلى أن النزيف البسيط من أولى علامات نجاح الحقن المجهري قبل التحليل، فغالبًا ما يكون النزيف الخفيف (التبقيع) مؤشرًا على انغراس الجنين في بطانة جدار الرحم. - زيادة الحاجة للتبول
قد تكون الحاجة المتكررة للتبول خاصةً في أوقات الليل المتأخرة من علامات الحمل المبكرة، وعرضًا من اعراض نجاح الحقن المجهري، وهو عرض ينتج عن زيادة إفراز هرموني الحمل” HCG” و”بروجسترون”.
وقد لا تظهر أي من الأعراض السابقة على ما يقرب من 10% إلى 15 % من الزوجات الخاضعات لعملية الحقن المجهرى، ورغم ذلك تنجح العملية ويحدث حمل، لذا يظل اختبار الحمل هو الدليل الوحيد الذي يثبت حدوث الحمل من عدمه.
اختبار الحمل الرقمي: وسيلة طبية للتأكد من نجاح الحقن المجهري
يستطيع اختبار الحمل الرقمي تأكيد حدوث الحمل من خلال قياس معدلات إفراز هرمون الحمل (HCG) في الجسم، ويُجرى بعد مرور 12 يوم من عملية الحقن المجهري وزراعة الأجنة في الرحم.
وقد تحصل بعض الزوجات على نتيجة إيجابية من التحليل يصاحبها انخفاض نسبة هرمون الحمل (HCG) عن معدله الطبيعي، وفي تلك الحالة ينبغي إعادة إجراء التحليل بعد مرور 48 ساعة للتأكد من أن النسبة ترتفع باستمرار.
أما إذا انخفضت النسبة عن سابقتها (أي النتيجة التي ظهرت في الفحص الأول)، فهذا مؤشر يدل على عدم استمرارية الحمل وزيادة احتمالية حدوث الإجهاض.
كيف يُمكن العمل على رفع نسبة نجاح عملية الحقن المجهري؟
قد يكون نجاح الحقن المجهري من أقدار الله التي لا نستطيع التدخل بها، إلا أن الزوجين لا يزال في أيديهم فرصة لزيادة نسبة نجاح العملية من خلال تجنب أسباب فشلها التي تتضمن:
- عدم الالتزام بتناول الجرعات الدوائية في مواعيدها المحددة.
- مداومة الزوج أو الزوجة على التدخين خلال فترة إجراء العملية، أو بعدها مباشرةً.
- فرط التوتر والضغط العصبي، وهما بلا شك يؤثران بالسلب في طبيعة إفراز الجسم للهرمونات، بالتالي التأثير سلبًا في نسبة نجاح العملية.
في حال التأكد من حدوث الحمل عبر فحص الدم سواء لاحظت الزوجة علامات نجاح الحقن المجهري بعد أسبوع أم لم تلاحظها، تخضع الأم المستقبلية لفحص السونار وتتابع زيارة الطبيب المختص طوال فترة الحمل للتأكد من وضعية الجنين وسلامته.