تؤدي الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض وبطانة الرحم المهاجرة إلى العديد من المشاكل الصحية لدى النساء إلى التأثير على وظائف الجهاز التناسلي وبالتالي تؤثر على القدرة على الإنجاب.
علاج تكيس المبايض والبطانة المهاجرة
تعد متلازمة تكيس المبايض مشكلة صحية تحدث نتيجة عدم توازن الهرمونات بالجسم.
ويتم العلاج عن طريق الأدوية التي تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتنشيط التبويض وفي حالة عدم الاستجابة يتم ازالة تكيس المبايض عن طريق المنظار الجراحي.
اقرا ايضا منظار الرحم واستخداماته والحالات الممنوعة منه
علاج بطانة الرحم المهاجرة
بطانة الرحم المهاجرة تعني وجود جزء من بطانة الرحم في أماكن أخرى بالجسم وتظهر على الأعضاء التناسلية كالمبيضين وقناتي فالوب وهي مشكلة صحية تصيب العديد من النساء.
ويتم علاج بطانة الرحم المهاجرة بعد تشخيص الحالة ويمكن العلاج عن طريق تناول المسكنات والعلاجات الهرمونية، كما يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي لإستئصال بطانة الرحم المهاجرة عن طريق المنظار.
الدكتور خالد عبد الملك أستاذ أمراض النساء والتوليد وعلاج تكيس المبايض وبطانة الرحم المهاجرة باستخدام التقنيات الطبية الحديثة.
خدمات مركز الدكتور خالد عبد الملك
ما هي متلازمة تكيس المبايض (PCOS)؟
تعريف مبسط لمتلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني معقد يؤثر على وظيفة المبايض. السمة الأساسية لهذه المتلازمة هي وجود خلل في مستويات الهرمونات، وأبرزها:
- ارتفاع مستويات الأندروجين: وهو ما يعرف بـ “هرمون الذكورة”، والذي يسبب أعراضًا مثل الشعرانية وحب الشباب.
- مقاومة الأنسولين: حيث لا تستجيب خلايا الجسم للأنسولين بشكل فعال، مما يدفع البنكرياس لإنتاج المزيد منه، وهذا بدوره يحفز المبايض على إنتاج المزيد من الأندروجين.
هذا الخلل الهرموني يؤدي إلى عدم انتظام عملية التبويض، مما يجعل الدورة الشهرية غير منتظمة أو غائبة تمامًا.

أعراض تكيس المبايض الأكثر شيوعًا
تختلف الأعراض من امرأة لأخرى، ولكنها تشمل غالبًا:
- عدم انتظام الدورة الشهرية: قد تأتي الدورة كل عدة أشهر، أو لا تأتي على الإطلاق.
- الشعرانية: نمو شعر داكن وسميك في أماكن غير مرغوب فيها مثل الوجه والصدر والظهر.
- حب الشباب والبشرة الدهنية: نتيجة لزيادة نشاط الغدد الدهنية بفعل الأندروجين.
- زيادة الوزن: خاصة في منطقة البطن، مع صعوبة كبيرة في فقدانه.
- تساقط شعر الرأس: أو ما يعرف بالصلع ذكوري النمط.
- ظهور بقع داكنة: على الجلد في مناطق الثنيات مثل الرقبة وتحت الإبطين.
ما هي البطانة المهاجرة (Endometriosis)؟
تعريف البطانة المهاجرة
البطانة المهاجرة هي حالة ينمو فيها نسيج مشابه للنسيج الذي يبطن الرحم من الداخل (بطانة الرحم) في أماكن خارج الرحم، مثل المبايض، قناتي فالوب، أو سطح الحوض الخارجي.
المشكلة تكمن في أن هذا النسيج “المهاجر” يتصرف تمامًا مثل بطانة الرحم العادية؛ فهو ينمو ويثخن ثم ينزف مع كل دورة شهرية. ولكن لأن هذا الدم ليس له طريق للخروج من الجسم، فإنه يسبب التهابًا مزمنًا، وألمًا شديدًا، وتكوّن أنسجة ندبية والتصاقات بين الأعضاء.
أعراض البطانة المهاجرة التي يجب الانتباه إليها
- ألم الدورة الشهرية الشديد (Dysmenorrhea): ألم حاد ومُنهك يفوق التقلصات العادية.
- الألم أثناء أو بعد العلاقة الزوجية.
- ألم مزمن في الحوض وأسفل الظهر.
- مشاكل في الجهاز الهضمي: مثل الانتفاخ، الإمساك، أو الإسهال، خاصة خلال فترة الدورة.
- نزيف شديد أو نزيف بين الدورات.
- تأخر الإنجاب: حيث تُعد البطانة المهاجرة من الأسباب الرئيسية لصعوبة الحمل.
هل هناك علاقة بين تكيس المبايض والبطانة المهاجرة؟
تشير بعض الأبحاث إلى وجود ارتباط محتمل بين الحالتين، حيث لوحظ أن النساء المصابات بالبطانة المهاجرة قد يكنّ أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين، وهي سمة أساسية في تكيس المبايض. كما أن كلتا الحالتين تتأثران بالالتهابات والهرمونات.
قد تتشابه بعض الأعراض مثل آلام الحوض وصعوبة الحمل، مما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص الصحيح. من المهم التأكيد على أن وجود حالة لا يعني حتمًا وجود الأخرى، ولكن من الضروري تقييم كل حالة بدقة.
خطوات التشخيص: كيف تتأكدين من حالتك؟
التشخيص الدقيق هو حجر الأساس للعلاج الفعال.
تشخيص متلازمة تكيس المبايض يعتمد التشخيص عادةً على معايير “روتردام”، والتي تتطلب وجود اثنين من ثلاثة أعراض رئيسية:
- عدم انتظام التبويض (يظهر كدورة غير منتظمة).
- ارتفاع مستويات الأندروجين (يُكشف عنه بتحليل الدم أو بالأعراض الظاهرة).
- وجود تكيسات صغيرة على المبايض (تظهر في فحص السونار).
تشخيص البطانة المهاجرة
- الفحص السريري والتاريخ المرضي: يستمع الطبيب جيدًا لوصفك للألم والأعراض.
- الموجات فوق الصوتية (السونار) والرنين المغناطيسي (MRI): يمكن أن تساعد في تحديد الأكياس الدموية الكبيرة (Endometriomas) ولكنها قد لا تظهر الأنسجة الصغيرة.
- التشخيص المؤكد (Gold Standard): جراحة المنظار (Laparoscopy) هي الطريقة الوحيدة لتأكيد التشخيص بنسبة 100%، حيث يقوم الجراح بإدخال كاميرا صغيرة عبر شق جراحي لرؤية أنسجة البطانة المهاجرة مباشرة وأخذ عينات منها.
استراتيجيات علاج تكيس المبايض والبطانة المهاجرة
يهدف العلاج إلى التحكم في الأعراض وتحقيق أهدافك الشخصية، سواء كانت تخفيف الألم، تنظيم الدورة، أو المساعدة على الحمل.
أولاً: تعديل نمط الحياة (خط العلاج الأول لكلتا الحالتين)
هذه التغييرات أساسية ويمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا:
- النظام الغذائي: ركزي على نظام غذائي مضاد للالتهابات غني بالفواكه، الخضروات، والدهون الصحية (مثل الأوميجا-3). قللي من السكريات المصنعة، الكربوهيدرات المكررة، والأطعمة المصنعة التي تزيد من الالتهاب ومقاومة الأنسولين.
- التمارين الرياضية: ممارسة الرياضة المعتدلة (مثل المشي السريع، السباحة، أو اليوجا) لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا تساعد في تحسين حساسية الأنسولين، إنقاص الوزن، وتقليل الألم.
- التحكم في التوتر: الإجهاد يرفع مستويات الكورتيزول الذي يؤثر سلبًا على الهرمونات. تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق تساعد في تحقيق التوازن.
ثانياً: العلاجات الدوائية
- لعلاج تكيس المبايض:
- حبوب منع الحمل: تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتقليل مستويات الأندروجين.
- الميتفورمين (Metformin): دواء للسكري يساعد على تحسين استجابة الجسم للأنسولين.
- أدوية تحفيز التبويض: مثل الكلوميد أو ليتروزول للنساء اللاتي يرغبن في الحمل.
- لعلاج البطانة المهاجرة:
- مسكنات الألم: مثل الأيبوبروفين لتخفيف آلام الدورة.
- العلاج الهرموني: مثل حبوب منع الحمل، اللولب الهرموني، أو أدوية (GnRH agonists) التي تضع الجسم في حالة “انقطاع طمث مؤقت” لوقف نمو أنسجة البطانة المهاجرة وتقليصها.
ثالثاً: التدخل الجراحي
- للبطانة المهاجرة: تُعد عملية منظار البطانة المهاجرة الخيار الأمثل لإزالة الأنسجة المهاجرة والالتصاقات جراحيًا. هذا الإجراء يمكن أن يخفف الألم بشكل كبير ويحسن فرص الحمل.
- لتكيس المبايض: نادرًا ما يتم اللجوء للجراحة الآن، ولكن يمكن إجراء تثقيب المبيض بالمنظار (Ovarian Drilling) في بعض الحالات المستعصية لتحفيز التبويض.
الحمل والإنجاب مع تكيس المبايض والبطانة المهاجرة
كلا الحالتين يمكن أن تجعل الحمل أكثر صعوبة، ولكن الخبر السار هو أن الحمل ممكن مع العلاج المناسب. من المهم المتابعة مع طبيب متخصص في الخصوبة لوضع خطة علاجية قد تشمل تحفيز التبويض، التلقيح الصناعي، أو الحقن المجهري (IVF).
خلاصة ونصائح هامة للتعايش مع الحالتين
- التشخيص المبكر هو مفتاح الحل: لا تتجاهلي الأعراض، خاصة الألم الشديد.
- أنتِ قائدة رحلة علاجك: تثقيف نفسك حول حالتك يساعدك على اتخاذ قرارات مستنيرة مع طبيبك.
- المتابعة المستمرة ضرورية: هاتان الحالتان هما حالتان مزمنتان تتطلبان إدارة طويلة الأمد.
- ابحثي عن الدعم: الانضمام إلى مجموعات دعم للنساء اللاتي يعانين من نفس حالتك يمكن أن يوفر دعمًا نفسيًا لا يقدر بثمن.
يمكنكم الآن الحجز أونلاين عبر الواتساب
لا توجد تعليقات