تتعرض الحامل خلال أشهر الحمل الأولى إلى العديد من المضاعفات التي يُمكن أن تؤدي إلى النزيف والإجهاض المبكر، وبتجاوز تلك الأشهر تظن أنها تجاوزت مرحلة الخطر حتى يظهر شبح علاج المشيمة الملتصقة في الأفق، والتي تُعد أحد أكثر مضاعفات الحمل خطورة على الحامل والجنين في آن واحد.
تمثل المشيمة الملتصقة إنذارًا لاحتمالية حدوث نزيف وعدم استكمال الحمل خلال الأشهر الأخيرة منه، بل وقد تتسبب في استئصال الرحم وخسارة حلم الإنجاب إلى الأبد.
فيما يلي يُحدثنا الدكتور خالد عبد الملك عن العوامل التي تؤدي إلى ظهور المشيمة الملتصقة لدى بعض الحوامل، ويوضح كيفية التعامل معها لاستكمال الحمل بنجاح.
هل المشيمة الملتصقة حالة شائعة؟ وما أسبابها؟
في البداية نود أن نطمئن جميع السيدات الحوامل أن المشيمة الملتصقة لا تُصيب إلا نسبة قليلة من السيدات، وحديثنا اليوم هو بمثابة تحذير وقائي، نُلفت به نظر جميع الحوامل إلى ضرورة المتابعة لدى الطبيب طوال فترة الحمل للكشف عن أي مخاطر واردة الحدوث أثناء الحمل أولاً بأول، والتأكد من كون المشيمة في حالتها الطبيعية أم أنها تعاني الالتصاق.
لماذا تُصيب المشيمة الملتصقة بعض الحوامل دون غيرهن؟
كثيراً ما تُصيب المشيمة الملتصقة السيدات اللاتي خضعن إلى جراحات سابقة في الرحم، مثل جراحة الأورام الليفية أو الحاجز الرحمي، كما يمكن أن تتكون نتيجة الخضوع إلى الولادة القيصرية لعدة مرات متكررة.
جميع التدخلات الجراحية السابقة تتسبب في ضعف جدار الرحم، كما تُخلّف ندوباً جراحية في الأنسجة الداخلية. وعندما تنمو أنسجة المشيمة فهي تتشبث بتلك الندوب الجراحية لتتكون داخل الجدار العضلي للرحم، لا الجزء الخارجي منه كما هو الحال مع المشيمة الطبيعية.
قد تُعَرِض المشيمة الملتصقة الأم للنزيف وخسارة الجنين بداية من الشهر السادس إلى التاسع من الحمل، لذا تحتاج الحوامل إلى المتابعة وإجراء فحص السونار باستمرار للتأكد من حالة الجنين والمشيمة.
هل تظهر المشيمة الملتصقة في السونار؟
تظهر المشيمة الملتصقة في السونار ثنائي الأبعاد في صورة مشيمة منخفضة، وللتأكد من وجودها يجب إجراء الفحص مرة أخرى بواسطة السونار ثلاثي الأبعاد. ويمكن قول أن تشخيص المشيمة الملتصقة وكذلك علاج المشيمة الملتصقة يتوقف على خبرة الطبيب ومدى قدرته على ملاحظة انخفاض المشيمة أثناء إجراء الفحص الاعتيادي بالسونار التقليدي.
اقرا ايضا علاج المشيمة المتقدمة
علاج المشيمة الملتصقة بجرح القيصرية
يُعد استئصال الرحم هو الحل الوحيد للتخلص من مخاطر المشيمة الملتصقة، ويُجري الطبيب الاستئصال أثناء الولادة مباشرة، وليس لذلك الأمر علاقة بصحة الجنين، إنما يتعلق بصحة الأم، والتي قد تتعرض لنزيف مستمر بعد إخراج الطفل من الرحم وقطع الحبل السري.
ينتج ذلك النزيف عن استمرار الشرايين بإمداد المشيمة الملتصقة بالدم اللازم -كما لو كان الطفل موجوداً داخل الرحم-، لكن في هذه المرة لن يعود الدم إلى الأم مرة أخرى عبر الحبل السري والأوردة، ما يؤدي إلى حدوث النزيف.
ولإيقاف النزيف والحفاظ على الأم يضطر الجراح إلى التخلص من المشيمة الملتصقة واستئصال الرحم في آن واحد.
في مركز الدكتور خالد عبدالملك، يتخذ الأطباء كافة التدابير اللازمة لإجراء عملية الاستئصال بتوفير الأدوات الجراحية المعقمة مرتفعة الجودة، إلى جانب ضم طاقم طبي متكامل، مع الحرص على توفير وحدات دم لإمداد المريضة عند الحاجة، لا قدر الله.