للرحم أهمية كبيرة في حياة المرأة، فهو ليس مجرد موطن يحتضن الجنين لفترة معينة ثم يلفظه للخارج، وإنما عنوان لأنوثتها، ولأسباب متعددة قد تجبر المرأة على استئصاله، وقد يرافق ذلك مضاعفات مختلفة.
ما اضرار استئصال الرحم؟ وهل يمكن التغلب عليها؟ هذا ما نناقشه في مقال اليوم موضحين الأضرار المتوقعة على المدى القريب والبعيد وأهم الوسائل التي يمكنها القضاء عليها.
خطوات استئصال الرحم
تُجرى عملية استئصال الرحم بالجراحة المفتوحة عن طريق:
- تخدير المريضة تخديرًا كليًا.
- صُنع شق جراحي كبير بالبطن.
- استخدام الأدوات الجراحية في استئصال الرحم.
وفي بعض الحالات يضطر الجراح إلى استئصال المبيض وقنوات فالوب أيضًا.
من ناحية أخرى يُمكن إجراء الجراحة بالمنظار من خلال:
- تخدير المريضة تخديرًا كليًا.
- صُنع عدة شقوق صغيرة في البطن، من 3 إلى 5 شقوق.
- إدخال المنظار عبر أحد الشقوق إلى محيط الرحم والمبيضين.
- استخدام الأدوات الجراحية اللازمة عبر الشقوق الجراحية الأخرى.
وبعد الانتهاء من الإجراء تُنقل المريضة إلى غرفة جانبية حتى الإفاقة والاطمئنان على سلامتها، وعلى نجاح العملية.
أضرار استئصال الرحم
عملية استئصال الرحم كغيرها من الجراحات، قد يصاحبها مضاعفات مختلفة، ويمكن تقسيمها إلى قسمين، هما:
- أضرار قريبة المدى.
- أضرار بعيدة المدى.
اضرار استئصال الرحم على المدى القريب ووسائل التخلص منها
تظهر بعض مضاعفات عملية استئصال الرحم بعد فترة قصيرة من الخضوع لها -خلال فترة التعافي-، وتتضمن هذه المضاعفات ما يلي:
- تورم موضع الجراحة واحمراره.
- الشعور بألم وتنميل في موضع الجراحة.
- ظهور أعراض سن اليأس.
- نزول إفرازات مهبلية دموية.
- القلق بسبب توقف الدورة الشهرية.
لا تمثل الأضرار السابقة أي خطورة على حياة المرأة، ومن المتوقع أن تختفي من تلقاء نفسها بعد فترة وجيزة، وخصوصًا إن أنصتت المرأة لما يقدمه الطبيب من نصائح بعد عملية استئصال الرحم وواظبت على اتباعها.
متى تصير اضرار استئصال الرحم على المدى القريب خطيرة؟
ليست جميع المضاعفات مؤقتة وتختفي بعد فترة، فثمة مضاعفات أخرى خطيرة تستلزم الرجوع إلى الطبيب حتى يحدد علاجًا لها، ومن بين تلك المضاعفات:
- تكوّن ناسور بين المهبل والمثانة.
- الشعور بألم مستمر لا يهدأ بالمسكنات.
- النزيف المهبلي الغزير.
- تكون جلطات بالدم.
- التهاب الجروح.
- الإصابة باضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك والإسهال.
اضرار استئصال الرحم على المدى البعيد وكيفية التخلص منها
تشتمل مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد على:
- التقلبات المزاجية والاكتئاب.
- تغييرات هرمونية كبيرة تتسبب بظهور أعراض شبيه بأعراض الوصول إلى سن اليأس، مثل الهبات الساخنة وصعوبة النوم.
ولا تتوقف المرأة عن الشكوى من أضرار استئصال الرحم بعيدة المدى إلى أن تخضع للعلاج الذي يمكن في وسيلتين، هما:
- الدعم النفسي.
- العلاج الهرموني.
دور الدعم النفسي في القضاء على أضرار استئصال الرحم بعيدة المدى
تُعَد التقلبات المزاجية والاكتئاب أسوأ اضرار استئصال الرحم التي تصيب المرأة، فهذه الرحلة العلاجية قد كلفتها عنوان أنوثتها وأمومتها وهو الرحم.
وللتغلب على هذه المشاعر السيئة، ينبغي أن تتلقى المرأة دعمًا نفسيًا من الأفراد المحيطين بها، وأولهم الزوج، وإذا لم تحصل عليه منهم، فلا بأس بطلب المساعدة من أخصائي نفسي متخصص.
وتوجد وسائل مساعدة أخرى يمكنها أن تخفف اكتئاب ما بعد عملية استئصال الرحم بالمنظار، أبرزها:
- تعلم طرق لإراحة الأعصاب وتشتيت الانتباه عن أضرار الجراحة، فمثلًا يمكن للمرأة ممارسة أنشطة جديدة لم يسبق لها ممارستها أو اكتشاف مواهبها والالتحاق بنوادٍ اجتماعية.
- تذكر الأهداف الرئيسية من عملية استئصال الرحم، والأسباب التي اضطرتها للخضوع لها.
- ممارسة التمارين الرياضية لتحسين الحالة المزاجية.
أهمية العلاج الهرموني للتخلص من أضرار استئصال الرحم والمبيضين
تواجه المرأة بعد عملية استئصال الرحم والمبيضين صعوبة في الاستمتاع بالعلاقة الجنسية كما في السابق، ويعود السبب إلى الأعراض التالية:
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- الشعور بألم عند ممارسة الجماع.
- جفاف المهبل.
تحدث تلك الأعراض بسبب تغير مستوى هرمون الإستروجين الذي تُفرز أغلب كميته من المبيض، ويمكن القضاء على تلك المشكلة عبر تلقي العلاج الهرموني.
دور الرياضة في الاستشفاء من عملية استئصال الرحم
ذكرنا سابقًا أن للرياضة دور في تخفيف الأعراض النفسية التي تمر بها المرأة بعد عملية استئصال الرحم، ولا يقتصر دور الرياضة على ذلك فقط، فهي تحمي من عدة أعراض أخرى، مثل سلس البول.
يُعَد سلس البول من أضرار استئصال الرحم غير الشائعة، ومع ذلك يُفضل للمرأة الوقاية منه، وذلك عبر ممارسة التمارين الرياضية وخصوصًا تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض بعد الجراحة.
لماذا تسبب عملية استئصال الرحم سلسًا للبول؟
تؤثر عملية استئصال الرحم سلبًا في العضلات والأربطة الموجودة في منطقة الحوض وتضعف، مما يؤدي إلى فقدان القدرة في التحكم في المثانة والإصابة بسلس البول.
لذلك يوصي الأطباء بممارسة الرياضة بعد عملية استئصال الرحم، لما لها من دور في تقوية العضلات والأربطة المتصلة بالمثانة وتخفيف حدة مشكلة سلس البول.
هل يؤدي استئصال الرحم إلى زيادة وزن الجسم؟
قد تلاحظ المرأة بعد استئصال الرحم زيادة في وزن الجسم وصعوبة في إنقاصه كما في السابق، ويُعَد ذلك من الآثار السلبية المترتبة على نقص هرمون الإستروجين في الجسم.
نسبة ظهور أضرار استئصال الرحم على المدى القريب والبعيد
ليس من الضروري أن تصاب جميع السيدات اللاتي خضعن لعملية استئصال الرحم بالأضرار المذكورة سابقًا، فمثلًا تصاب 12% فقط من السيدات بالاكتئاب بعد الجراحة.
إذن ظهور أضرار استئصال الرحم سواءًا على المدى القريب أو البعيد ليس حتميًا، وحتى إن ظهرت، فثمة وسائل عديدة يمكن بها التخلص من تلك الأضرار.
ونوصيكن في النهاية بطلب العون والمساعدة من الطبيب إذا واجهتكن أي صعوبة في الفترة التالية لعملية استئصال الرحم.
يسعد الدكتور خالد عبد المالك باستقبال كافة الاستفسارات والأسئلة المتعلقة بأضرار استئصال الرحم، فلا تترددن في التواصل بالعيادة وحجز موعد معه.