بعد اكتشاف تقنية الحقن المجهري -بمحض الصدفة- على يد العالم جيانبيرو باليرمو عام 1992، لجأ الأطباء كأحد أهم وسائل الإخصاب المساعد، وقد أجروا تعديلات عدة على خطوات إجرائها لتُصبح الأفضل والأكثر إجراءًا من بين وسائل الحمل الصناعي.
ولكن هل كثرة إجراء هذه التقنية دليل على نجاحها وقدرتها على تكوين أجنة مماثلة للأجنة الناتجة عن الحمل الطبيعي؟ أم سيؤثر التدخل البشري في إخصاب الحيوان المنوي للبويضة على كيفية نمو الأجنة؟
في صدد الحديث عن مخاطر تشوهات الحمل بعد الحقن المجهري، دعونا نسرد المُضاعفات الصحية المحتمل تعرض جنين الحقن المجهري إليها خلال أشهر الحمل، وسنستعرض أهم النصائح التي يُشير إليها أفضل الأطباء والمتخصصين في مجال الإخصاب الصناعي والحقن المجهري لخفض نسب حدوث التشوهات وحماية الأجنة.
نسبة الحمل بعد الحقن المجهري
تصل نسبة نجاح الحقن المجهري إلى 43%، وعكس ما يظنه البعض فتلك النسبة مرتفعة في حال مُقارنتها بنسب نجاح تقنيات الإخصاب المُساعد الأخرى، لذا يعدها الأطباء الوسيلة الأنسب لحالات العقم المستعصية التي تتضمن:
- إصابة الزوج بتشوه في الحيوانات المنوية بنسبة مرتفعة.
- وجود مشكلة كبيرة في قنوات فالوب لدى الزوجة.
وفي بعض الأحيان قد تنخفض نسبة نجاح العملية بسبب تقدم عمر الزوجة، فهي قد تصل إلى 30% في حال تجاوز عمر الزوجة الخامسة والثلاثين من العمر، وقد يؤدي تقدم عُمر الزوجة إلى زيادة احتمالية إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية.
مخاطر تهدد حياة ونمو أجنة الحقن المجهري
ترتفع مخاطر تشوهات الحمل بعد الحقن المجهري لتصل إلى 9.7٪، بينما تصل نسبة حدوث تشوهات في أجنة الحمل الطبيعي إلى 6.9٪ كحد أقصى.
ومن المخاطر التي يتعرض لها جنين الحقن المجهري في الرحم ما يلي:
- التشوهات الخلقية واضطرابات البصمة.
- حدوث خلل في انقسام الأجنة يتسبب في الإجهاض المبكر.
- تسمم الحمل ووفاة الجنين داخل الرحم.
- تأخر نمو الجنين عن المعدل الطبيعي له.
- الولادة المبكرة (تزداد احتمالية حدوثها من ضعين إلي ثلاثة أضعاف عن المعدل الطبيعي).
وفي حال اكتمال الحمل قد يُولد أجنة الحقن المجهري وهم يُعانون بعض المُشكلات الصحية، مثل:
- انخفاض كتلة الوزن عند الولادة.
- ارتفاع ضغط الدم، وتركيزات الجلوكوز.
- اضطرابات التمثيل الغذائي المتنوعة.
مخاطر الحمل بعد الحقن المجهري عديدة ومتنوعة، لذا فهي تستدعي من الزوجين الانتباه الشديد عند تنفيذ كل خطوة من خطوات الحقن المجهري، والالتزام بنصائح ما بعد الحقن لوقاية الجنين من مخاطر ومُضاعفات العملية.
وهنا ينبغي توضيح أن الحقن المجهري لا يزيد احتمالية معاناة الأجنة التشوهات الخلقية بصورة كبيرة، الأمر الذي يشير إلى أمان الإجراء طالما نفذه أطباء متخصصين ومحترفين.
نصائح لزيادة فرص نجاة الحمل بعد الحقن المجهري
أول عوامل نجاح الحقن المجهري التي ينبغي للزوجين مراعاتها لنجاح العملية وحماية أجنة الحقن المجهري من التشوهات المحتملة، هي:
- إجراء عملية الحقن في مركز طبي موثوق تحت إشراف أطباء كفء يستطيعوا انتقاء أفضل البويضات والحيوانات المنوية وإخصابهم بطريقة صحيحة.
- الالتزام بما يُشير إليه أطباء الحقن المجهري من التعليمات لزيادة فرص نجاة الحمل بعد الحقن المجهري، وحمايته من التشوهات الخلقية والإصابة بالأمراض.
إرشادات ونصائح ما بعد عملية الحقن المجهري
بعد إتمام عملية الحقن وزراعة الأجنة في الرحم، يلتزم الزوجان باتباع بعض التعليمات، حتى موعد الولادة -في حال حدوث حمل-، ومن أهمها:
- أخذ قسط كافي من الراحة بعد إجراء عملية نقل الأجنة والنوم لمدة تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات يوميًا كي يأخذ الجسم كفايته من الراحة.
- الاهتمام بتناول طعام صحي غني بالبروتينات وإمداد الجسم بالفيتامينات اللازمة لاستقبال الحمل بصحة جيدة.
- ممارسة تمارين رياضية منزلية يوميًا -دون أن تضغط على عضلات البطن والرحم- لتنشيط الدورة الدموية في الجسم.
- الإقلاع عن التدخين وعدم الجلوس في مكان به مُدخنين لحماية الجنين من آثار التدخين السلبي.
ولزيادة فرص الحمل واستمراره بعد عملية الحقن المجهري، ينبغي على الزوج توفير بيئة آمنة مستقرة للأم خالية من المشاكل والاهتمام بصحتها النفسية وحمايتها من الشعور بالتوتر والخوف.
متي يثبت الحمل بعد الحقن المجهري؟
بعد الخضوع لعملية الحقن المجهري ينتظر الزوجان قرابة أسبوعين للتأكد من حدوث الحمل من عدمه عبر إجراء فحص الدم الرقمي لتحديد نسبة هرمون الحمل (HCG) في الدم الذي تُفرزه المشيمة بعد استقرار الحمل.
وينظم ذلك الهرمون إفراز هرموني الإستروجين والبروجيسترون لتعزيز ثبات الجنين في الرحم. وفي حال حصول الزوجين على نتائج إيجابية من الفحص فينبغي لهما البدء بالمتابعة الدورية مع طبيب متخصص والخضوع للفحص بالسونار بين حين وآخر للتأكد من نمو الجنين بمعدل طبيعي.
هل يمكن الاعتماد على علامات الحمل بعد الحقن المجهري للتأكد من نجاح العملية؟
تتداول بعض صفحات التواصل الاجتماعي مقالات تحت عنوان “علامات نجاح الحقن المجهري في اليوم الثالث” و”علامات نجاح الحقن المجهري في اليوم السادس” من الزراعة معتمدين على التغيرات والأعراض التي تطرأ على الخاضعات للعملية كدليل على حدوث الحمل، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- تشنج وتقلص عضلات الحوض.
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
- حساسية الثديين.
- التبقع المهبلي.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
ولا تُعَد هذه العلامات دليلًا مؤكدًا على حدوث الحمل، فقد تشعر الزوجة بتلك الأعراض نتيجة تأثير الاضطرابات الهرمونية التي تطرأ على الجسم خلال فترة التنشيط وإجراء عملية الحقن.
إلى هنا ينتهي حديثنا عن تشوهات الحمل بعد الحقن المجهري. في حال رغبتك في معرفة عوامل نجاح عملية الحقن المجهري من اول مرة ننصحك بزيارة موقع دكتور خالد عبد الملك والاطلاع على المزيد من المقالات الطبية الموجودة في الموقع.
للحجز و الاستعلام مع الدكتور خالد عبد المللك
اقرا ايضا: